صواريخ.. كلام
تنبهوا.. واستفيقوا.. أيها العرب...!
نبيل الركيك
أحياناً أستعيد من ذاكرتي بعض القصائد الوطنية التي كنَّا جيل الأربعينيات نتغنَّى بها لشحذ الهمم في مواجهة الهجمة البريطانية الفرنسية الصهيونية على أمتنا ووطنا العربي في تلك المرحلة.
واليوم، وبعد أكثر من ستين عاماً أشعر أن حالنا ما زال كما كان حالنا في الأربعينيات، وأننا ما زلنا بحاجة لتلك القصائد الوطنية الرائعة عساها تساعد جيل اليوم كما ساعدت جيلنا في مواجهة الهجمة الأمريكية الأوروبية الصهيونية على أمتنا ووطنا العربي، وفي مواجهة حالة الردَّة الوطنية التي أصبحت فيها الخيانة والاستسلام لأعداء أمتنا من أمريكان وصهاينة مجرد وجهة نظر..
اليوم أهديكم هذه القصيدة الرائعة لشاعرنا العربي الوطني الكبير إبراهيم اليازجي:
تنبَّهوا واستفيقوا أيّها العرب ُ
أمة العدم
........
هذه أمة الضعف والهوان والتى سخَرت من ضعفها الأُمَمْ
هذه أمة الانسحاب والعتاب والشجب والندب والغُمَمْ
أمة فاتها الزمان وتهوى النسيان وتختبئ خلف الجُدران والدُشَمْ
هذه أمتنا يا صاحبى التى ننتمى لها ويحكمها العمائم والعِمَمْ
أمة الجهل والفقر والعجز بعد أن كانت خير من كل الأُمَمْ
أمة المليار حنجرة وتهتف فى زمجرة بعد الكوارث والحمـــم
ديننا أعظم الأديان ونعيش فى أخصب الوِديان ولكن تحت القَدَمْ
لا تحزن ياصديقى فشر البلية مايضحك ولا يفيد النَدَمْ
لا تقل كنا وكنا وتَتَحَسَّرْ على الماضى فكل ذلك لنقص الذِمَمْ
ننتظر الأعداء لتشخص لنا الداء وتكتب الدواء وأصبحنا دُمَمْ
نحن قوم نرقص على الأنغام ونشرب حتى ننام ونحيا أسفل القِمَمْ
ألسِنَتُنَا أشجع مافينا سُخِّرتْ لِكَشف بلاوينا وفقدنا كل القِيَمْ
رُزِقنا بالرزق الوفيرولكنا فقدنا الضميرولم نكن أهلا لِلْنِعَمْ
هكذا أصبح حالنا وأترفنا مالنا فهيهات أن نرجع للقِدَمْ
المُخْبر.. الشبح
تتبعني انت كظلي
في صحوي وفي نومي
تحسب انت خطاي
كل أنفاسي ونبضي
تقرا أوراقي خلسة
وتعيد ما قرأت
انت لاتفقه شيئا
ليس لي ذنبا سوى
إنني اكتب شعرا
************
لم لا تقرا همي ,
وهموم الآخرين ؟
لم لا تدخل جرحي ,
وجراح الآخرين ؟
لم لا تسمع موسيقى أنيني ,
وانين المعدمين ؟
فقد طمى الخطبُ حتى غاصتِ الركبُ
فيمَ التعلّلُ بالآمالِِ تخدعُكم
وأنتمو بين راحاتِِ القنا سُلُبُ
اللهُ أكبرُ ماهذا المنامُ فقد
شكاكُم المهدُ واشتاقتكم التُرَبُ..؟
كم تُظلَمون ولستم تَشتكونَ وكم
تُستغضَبون فلا يبدو لكم غَضَبُ
ألِفتمُ الهونَ حتى صار عندكمو طبعاَ
وبعضُ طباعِِ المرءِِ مُكتسبُ
وفارَقَتْكم لطولِِ الذُلِّ نخوتُكم
فليس يُؤلِمُكم خَسْفٌ ولاعَطَبُ
لله صَبرُكمو لو أَنّ صبرَكمو
في ملتقى الخيل حين الخيلُ تضَّطربُ
ألستمو مَنْ سَطوا في الأرض واقتحموا
شرقاَ وغرباَ وعزّوا أينما ذهبوا
ومن بَنوا لصروحِ العزِّ أعمدةً
تهوي الصواعقُ عنها وهي تنقلبُ
فشمِّروا وانهضوا للأمرِ وابتدروا
مِنْ دهركم فرصةًًًً ضَنَّت بها الحِقَبُ